بورم سرطاني نادر من نوع النيوروبلاستوما، أحد أخطر أنواع السرطان التي تصيب الأطفال.
اليوم، تخوض العائلة معركة جديدة، ليس فقط ضد المرض، بل أيضًا من أجل إدخال دواء باهظ الثمن ومتوفر عالميًا إلى سلة الأدوية، كي لا يُترك الأطفال المرضى وأهاليهم وحدهم في مواجهة التكاليف الباهظة.
للحديث عن هذه القضية الإنسانية، استضافت قناة هلا الطفلة لين خليفة ووالدها أمير خليفة، الذي روى تفاصيل الرحلة القاسية التي غيّرت حياة العائلة بالكامل.
وقال أمير خليفة في حديثه لقناة هلا: "في عام 2022 عانت لين من ارتفاع الحرارة (حم) فتوجهنا للعيادة في القرية وأخبرونا أن الأمر طبيعي وأعطوها دواء، لكنها لم تتحسن وكانت تعاني أيضا من أوجاع في رقبتها، وبعد شهر من هذا الوضع ظهر عند لين شيء غريب وهو نوع من الحول في عينها اليسار، فراجعنا طبيب العيون فأخبرنا أنها مصابة بمرض العين الكسولة، وطلب منا أيضا مراجعة أخصائي عيون من دير حنا".
"لين فقدت النظر في عينها اليسرى بسبب المرض"
ومضى الاب قائلا لقناة هلا: "وفي يوم من الأيام وقعت لين في بركة السباحة في البيت، وبعد أيام توجهنا الى مستشفى بوريا في طبريا، وبعد اجراء الفحوصات خرج الطبيب وطلب مني أن أتوجه بسيارة الإسعاف المكثف مع لين الى مستشفى رمبام بشكل فوري، وفعلا توجهنا الى المستشفى وكانت الطريق التي استغرقت نحو ساعة وكأنها سنة. وعندما وصلنا المستشفى كانت الإجراءات هناك سريعة جدا، وبعد ذلك جلسنا مع الطبيبة التي أخبرتنا أن لين تعاني من مرض صعب وهو السرطان، والنوع المصابة به لين هو من الأنواع الأكثر صعوبة والأكثر خطورة. وللأسف لين فقدت النظر في عينها اليسرى بسبب المرض، والاحتمال أن تبقى على قيد الحياة هو من 20-30".
وتابع الأب: "بدأنا بعد ذلك مرحلة صعبة من العلاج استمرت عاما ونصف أجرت خلالها لين العديد من العمليات، وقد تغيرت حياتنا بشكل كامل فقد كنت أعمل أنا وزوجتي كمعلمين في السبع فانتقلنا الى حيفا لأنه لا يجب أن نبتعد عن المستشفى".
"المرض يعود مرة ومرتين وثلاثة لكن في المرة الرابعة يكون الجسم متعبا"
وأضاف أمير خليفة متحدثًا عن المرحلة التالية من العلاج: "بعد انتهاء العام والنصف أخبرونا أنهم قدموا لها جميع العلاجات التي يجب أن تأخذها، وبالفعل لين مرت في جميع التجارب والعلاجات خلال هذه الفترة، وقد كنا في ضغط نفسي كبير، حيث كنا في فترة الكورونا وقد أصبت بالفيروس لفترة طويلة وكنت خارج البيت في تلك الفترة، فكنا نحارب وهي كانت تحارب أكثر، وأنهينا العلاج الأول وكانت لفترة سنة وسبعة أشهر بدون مرض، ولكن خلال هذه الفترة كانت تجرى فحوصات دم في المستشفى كل فترة، واتضح لاحقا أن المرض عاد، وخلال الجلسة مع الطبيبة أخبرتنا أن المرض يعود مرة ومرتين وثلاثة لكن في المرة الرابعة يكون الجسم متعبا كثيرا وبالفعل فقدنا الكثير من الأطفال المرضى الذين كانوا يتواجدون في المستشفى ووصلوا للمرة الرابعة".
"لا نريد أن نصل للمرة الثالثة من عودة المرض"
وتابع والد لين حديثه عن الخوف من تكرار عودة المرض والسعي لإيجاد علاج جديد: "عدنا من جديد لفترة علاج مررنا بها سابقا، والان نحن لا نريد أن نصل للمرة الثالثة من عودة المرض لأن احتمال النجاة يكون أقل مع كل مرة، وبدأنا نبحث عن دواء في دول العالم الى أن وصلنا لمستشفى في أمريكا وطلبوا مليون دولار يحول قبل السفر وقد قررنا ذلك بالفعل حتى لو اضطررنا لبيع البيت وكل شيء، لكن الكورونا منعت سفرنا وبعث لنا المستشفى برسالة رسمية بأنهم لا يستقبلون أحدا من خارج أمريكا الا من بدأ العلاج عندهم، وبحثنا من جديد الى أن وجدنا مستشفى في أمريكا يعطي دواء لا يمنع المرض لكنه يمنح حماية بأكثر من 50% ونحن نبحث عن كل 1% للعلاج، وهذا الدواء موجود في الكثير من سلات الصحة في العالم لكن في إسرائيل غير موجود، وعلبة الدواء هذه تكفي لشهر وأسبوع وتكلف 13 ألف دولار، وكنا قد قررنا أن نشتري الدواء على حسابنا".
"يكفي المرضى محاربة المرض ولا يجب أن يحاربوا ليحصلوا على الدواء"
وختم أمير خليفة حديثه بالإشارة إلى بارقة أمل، ممزوجة بمطلب واضح: "وبعد ذلك اتصلت بنا الطبيبة وهذه المرة كان الحديث جميلا حيث طلبت منا الحضور وأخبرتنا أنهم حصلوا على دواء لابنتنا لين مجانا، وقد طلبنا من وزارة الصحة ادخال الدواء الى سلة الصحة، فيكفي المرضى محاربة المرض ولا يجب أن يحاربوا ليحصلوا على الدواء ولا أن يقوم الأهل ببيع ممتلكاتهم لشراء الدواء الذي من حقهم، ونحن سنحارب حتى يتوفر الدواء لجميع الأطفال المرضى".


