‘شتاء دافئ.. وصحة مستدامة لكِ ولعائلتكِ‘ - بقلم: د. نداء كبها أحمد
مع حلول فصل الشتاء، تتغير تفاصيل أيامنا؛ نقضي وقتاً أطول داخل المنازل بحثاً عن الدفء، وتتغير عاداتنا الغذائية واليومية. وفي حين يحمل الشتاء معه أجواءً عائلية حميمة، إلا أنه يحمل أيضاً تحديات صحية موسمية قد تؤرق راحة البيت،
تصوير أحمد الاحمد
بدءاً من نزلات البرد البسيطة وصولاً إلى العدوى الفيروسية ومشاكل البشرة والمزاج.
بصفتي طبيبة عائلة وطبيبة نسائية، أرى أن الشتاء ليس مجرد فصل لمقاومة المرض، بل هو فرصة لتعزيز "المناعة العائلية" وبناء عادات صحية تدوم طوال العام. في هذا المقال، أضع بين أيديكم دليلاً شاملاً لعبور هذا الفصل بأمان وصحة.
أولاً: المناعة.. خط الدفاع الأول للعائلة
كثيراً ما يسألني المراجعون: "دكتورة، كيف أرفع مناعة أطفالي؟". الجواب لا يكمن في دواء سحري، بل في نمط حياة متكامل:
التغذية الشتوية الذكية: الشتاء يحب الطعام الدافئ، لكن علينا اختيار النوعيات التي تحارب الفيروسات. ركزوا على الأطعمة الغنية بـفيتامين C (الحمضيات، الفلفل الحلو، الكيوي)، والزنك (المكسرات، اللحوم، البقوليات). ولا ننسى "المضادات الحيوية الطبيعية" في مطبخنا مثل الثوم والبصل والزنجبيل.
شوربة العظام والخضار: ليست مجرد تقليد، بل هي منجم للمعادن وترطيب للجسم، وتساعد في تخفيف احتقان الجهاز التنفسي.
النوم الكافي: قلة النوم تضعف جهاز المناعة بشكل مباشر. في الشتاء، يحتاج الجسم لراحة أكبر لمقاومة العدوى.
ثانياً: صحتكِ أنتِ.. ركن البيت الذي لا يهدأ
كطبيبة نسائية، ألاحظ أن الكثير من النساء يهملن أنفسهن في الشتاء لانشغالهن برعاية الأسرة، وهنا أود التركيز على نقاط تخصكِ سيدتي:
فيتامين (D) والمزاج: مع غياب الشمس، تنخفض مستويات فيتامين D، وهو ما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بصحة العظام، المناعة، وحتى "الاكتئاب الموسمي". إذا شعرتِ بخمول غير مبرر أو حزن، فقد يكون السبب نقصاً في هذا الفيتامين. أنصحكِ بإجراء الفحص وتناول المكملات حسب الجرعة التي نحددها لكِ.
العناية بالبشرة: الجفاف هو عدو البشرة الأول في الشتاء. التغير المفاجئ في الحرارة بين المنزل والشارع يفقد البشرة مرونتها. الترطيب العميق وشرب الماء (الذي ننساه كثيراً في البرد) ضرورة قصوى وليست رفاهية.
الفحوصات النسائية: الشتاء وقت مناسب لترتيب أوراقك الصحية وإجراء الفحوصات الدورية (مثل مسحة عنق الرحم أو فحص الثدي) بعيداً عن ضغط العطل الصيفية.
ثالثاً: أطفالنا والعدوى التنفسية.. الوقاية قبل العلاج
المدارس والحضانات بيئة خصبة لانتقال العدوى، ولكن يمكننا تقليل الضرر:
التهوية هي السر: أكبر خطأ نرتكبه هو إغلاق النوافذ بإحكام طوال الوقت "خوفاً من البرد". الفيروسات تتكاثر في الأماكن المغلقة والمكتومة. احرصي على فتح النوافذ لمدة 10-15 دقيقة يومياً في الصباح لتجديد الهواء وطرد الجراثيم.
غسل اليدين: عادة بسيطة تمنع 70% من الأمراض. علمي أطفالك غسل أيديهم فور العودة للمنزل.
التدفئة الآمنة: استخدام المكيفات أو المدافئ يجفف الهواء، مما يؤدي لجفاف الأغشية المخاطية في الأنف والحلق، ويجعلها أضعف أمام الفيروسات. يُنصح باستخدام جهاز ترطيب أو وضع وعاء ماء آمن قرب مصدر التدفئة.
رابعاً: متى يجب زيارة الطبيب؟
نحن في العيادة نشجع دائماً على الوعي الطبي. ليست كل حرارة تستدعي مضاداً حيوياً (فمعظم أمراض الشتاء فيروسية لا تعالج بالمضادات)، ولكن يجب مراجعتنا فوراً في الحالات التالية:
حرارة مرتفعة تستمر لأكثر من 3 أيام.
صعوبة في التنفس أو صفير في الصدر.
ألم شديد في الأذن أو الحلق.
أي أعراض غير مألوفة لدى النساء الحوامل أو كبار السن.
همسة أخيرة..
الشتاء فصل يجمعنا حول المدفأة، فلنجعله فصلاً يجمعنا على الصحة أيضاً. لا تنتظري المرض لتتذكري الصحة. في عيادتنا، نحن هنا لنقدم لكِ المشورة الطبية الشاملة، من رعاية طفلك الصغير وحتى الاهتمام بصحتك النسائية والهرمونية.
أتمنى لكم شتاءً دافئاً، وقلوباً عامرة بالصحة والعافية.
د. نداء كبها أحمد - طبيبة عائلة ونسائية
من هنا وهناك
-
موجة إنفلونزا شديدة: مستشفى أول في إسرائيل يعيد استخدام الكمامات
-
قائمة ‘ترفع الرأس‘: اليكم أسماء الأطباء العرب ضمن قائمة أفضل الأطباء المتخصصين لعام 2025
-
طرق فعّالة للتخلص من إدمان السكر تجنّباً للسمنة وخطر السكري
-
أسرع رجيم يناسب جدولكِ اليومي المزدحم ويحدث فارقاً كبيراً
-
أفضل ما يمكنكِ القيام به لجسم صحي مدى الحياة وفق اختصاصية.. ابدئي الآن
-
ماذا يحصل للجسم إذا لم نأكل البروتين بشكل يومي؟ إليكِ الإجابة العلمية
-
تجربة ناجحة في علاج القلق رغم الصعوبات - تعرفوا عليها
-
د. هاني ابو كياس من حيفا يتحدث عن مرض الحزام الناري وسبل تشخيصه وعلاجه
-
عادات شائعة تسبب انتفاخ البطن تجنّبيها
-
أطعمة تسبّب الكسل والخمول إذا تناولتها صباحاً.. تجنّبيها لتنعمي بالطاقة





أرسل خبرا