لم تعد قضية فردية، بل انعكاسًا لأزمات تربوية واجتماعية أوسع، ما يجعل معالجتها ضرورة عاجلة لكل مكونات المجتمع.
قناة هلا استضافت المحامي والناشط معين عرموش عضو بلدية طمرة، لمناقشة أبعاد التنمر، مخاطره، وخطط مواجهته داخل مدارسنا .
وقال المحامي معين عرموش في حديثه لقناة هلا : " المنظومة القيمية في مجتمعنا العربي تتلاشى يوما بعد يوم ، سواء داخل المدارس كون الطلاب هم الشريحة الأضعف في مجتمعنا أو في داخل البيوت نفسها حيث لا يوجد اهتمام كاف لنقل القيم البناءة والأخلاق الحميدة للأبناء . ففي المدارس ولا أريد التعميم ولكن للأسف لم نعد نهتم بالتربية ، علما أن المدرسة هي مؤسسة تربوية تعليمية ، في السابق كانوا في حصص التربية يعلموننا كيف نحترم الاخرين وكيف نحاور ونتوجه لكبار السن ، لكن اليوم للأسف لم يعد هناك وقت لهذه الأمور فالمدارس اليوم لم تعد تهتم بهذه الأمور وانما انصب الاهتمام باتجاه العلامات فقط . والاباء كذلك لا وقت لديهم لتربية أبنائهم " .
وأضاف المحامي معين عرموش : " يوجد في كل مدرسة معلم أو مرب أو مدير أو مستشار تربوي ، وكل هؤلاء يفترض تفعيلهم في اطار خطة كاملة ومتناسقة ومتماسكة نستطيع من خلالها مواجهة ظاهرة التنمر المتفشية داخل مدارسنا . ويفترض أن يكون خلال ذلك أولا من خلال لغة الحوار بين المعلمين أنفسهم وبين الطلاب والمعلمين وبين المعلمين والأهل، واشراك كل هذه المركبات التربوية في عملية غرس القيم في نفوس الطلاب لنقود الطلاب نحو مستقبل أفضل قيميا . وأنا أقول دائما أن الحوار وابداء الرأي هو الطريق السليم من أجل بناء القيم بالشكل الصحيح ، الأمر الذي يقودنا نحو مكافحة ظاهرة التنمر ومنع الطلاب من الوصول الى الأماكن التي لا نريدهم أن بصلوها اليها " .
ومضى المحامي معين عرموش بالقول: " للأسف ، بعض المعلمين يهتمون اليوم بالطالب الذي له مكانة في المجتمع فيحظى بأغلب الاهتمام على حساب الطالب الضعيف اجتماعيا واقتصاديا ، الذي يحتاج بالفعل الى الاهتمام . ويجب على المعلمين أن يهتموا أكثر بالطلاب أصحاب الشرائح الضعيفة وأن يعطوهم حقهم في موضوع التربية والتعليم ، ولا يجوز التحيز للطلاب الذي يطلق عليهم " الشاطرين" حيث أن ذلك يولّد نقمة عند بعض الطلاب الضعفاء اقتصاديا واجتماعيا " .

