
وأؤمن أن الأفضل أن تكون هناك قائمتان مستقلتان، تعملان بتنسيق واتفاق قبل وبعد الانتخابات على خدمة الناس والمصالح العامة للمجمع العربي في البلاد دون إلغاء الاختلافات الجوهرية بينهما.
الواقع أن هناك اختلافات فكرية، دينية، ومبدئية عميقة بين التيارات العربية – خصوصًا حول قضايا حساسة مثل الانضمام أو عدم الانضمام إلى الائتلاف الحكومي. هذه ليست تفاصيل صغيرة، بل مواقف تحدد هوية التمثيل السياسي العربي داخل البرلمان .
فمن غير المنطقي أن تُجمع في قائمة واحدة من يؤيد المشاركة في الحكومة ومن يرفضها من منطلق مبدئي. ذلك سيخلق ارتباكًا وفقدان ثقة لدى الناس.حتى في القضايا الاجتماعية التي بدت بسيطة مثل قضية "الطحينة" في السابق،
رأينا كيف أنها كشفت عن اختلافات دينية ومبدئية عميقة داخل مجتمعنا — وهذا التنوّع هو حقيقة لا يمكن إخفاؤها تحت شعار “الوحدة”. لم أُعطِ رأيي حينها، لأن الأهم بالنسبة لي لم يكن الحدث نفسه، بل ما عكسه من واقع التباين في الفكر والموقف بين الناس، تمامًا كما في السياسة.
وأريد أن أؤكد أيضًا أنني أدرك تمامًا أهمية رفع نسبة التصويت في المجتمع العربي، بل أعتقد أن وجود قائمتين واضحتين، تعبّران عن خطين سياسيين مختلفين، سيساهم فعليًا في رفع نسبة المشاركة والتصويت، لأن الناس ستشعر أن هناك خيارات حقيقية تعبّر عنها بصدق، لا مجرد قائمة موحّدة بالاسم فقط. الوحدة الشكلية لا تصنع قوة، القوة الحقيقية تأتي من الوضوح، التنوع، والاتفاق على العمل المشترك بعد الانتخابات لا قبلها فقط.
التنوّع ليس ضعفًا، بل دليل حياة سياسية ناضجة ومسؤولة.
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: bassam@panet.co.il
