logo

عطر وبخور في مدرسة تعشق النّور ، - بقلم: زهير دعيم

موقع بانيت وقناة هلا
09-11-2025 15:53:35 اخر تحديث: 10-11-2025 06:32:35

في حضن الجليل ، وعلى خدّه الشّامة الجميلة عبلّين ، حيث للكلمة جذور وللحرف شذا وللمجد عنوان ، اجتمعنا نحن بعض الأدباء والكتّاب العرب في الداخل ، لا نحملُ معنا إلا دفاتر أرواحنا وهمسات قلوبنا وفوح مشاعرنا واقلامنا .

زهير دعيم - صورة شخصية

كان اللقاء في مدرسة " صالح شيخ أحمد " (على اسم المدير الجميل والمرحوم استاذي وزميلي صالح شيخ احمد الذي اسّس المدرسة واضفى عليها وطاقم جميل معه ؛ أضفى عليها لونًا وذوقًا مرهفًا ) نعم هذه المؤسسة ما كانت مرّة وما كانت اليوم مجرد جدران ، بل فضاءً يحتضن الفكر ويحمي الحلم ، ويزرع القمح في كلّ الحقول. 

  وللحق أقول فقد كانت وما زالت هذه المدرسة والتي درّست بها 37 سنة ، كما كلّ مدارس عبلّين الجميلة منارة ادبيّة ، تفيض علمًا وتربية وأخلاقًا شذيّة ، بقيادة المديرة الراقية هديل كيّال ، فكان لقاءً وصداقاتٍ قديمة جمعتنا ، ومِنصّة راقية نثرت عبير الحرف ، واحتفت بالقصيدة كأنها صلاة ، وبالنصّ كأنه وطن .  جلسنا هناك نحن أبناء الكلمة ، نقرأ وننثر بين جدران الصفوف وفي نفوس الطّلبة نورًا فوق ضوء ، ونحتفل باللغة التي تجمعنا رغم شتات الجغرافيا .

كل قلمٍ سكب شيئًا من روحه ، وكل صوتٍ غرّدَ كأنّه رجع ذاكرة ، وكلّ عينٍ لمعت لأنّها رأت في اللقاء أكثر من مناسبة … رأت انتماءً واحتضانًا وأملًا جديدًا ، وذكريات جذلى اعادتنا الى الأيام الخوالي ، يوم جلسنا على المقاعد القديمة نرنو بشوق الى معلّم كان المربّي والأب قبل ان يكون مدرّسًا .

 نعم لوحة جميلة رسمها الادب والادباء فوق جبين مؤسسة تتسربل بالمحبة وتتزيّا بالنشاط .

كان يومًا مثمرًا كيف لا ؟!!! وقد اجتمعتُ بها ومن خلالها الى ادباء لم التق بهم منذ سنوات طوال أمثال : محمد حبيب الله واسمهان خلايلة وصالح اسدي ، وللحقيقة أقول كلّهم مبدعون فالأدباء الشباب كانوا يقطرون عطاءً ومحبة للغتنا الجميلة . 

فشكرًا جزيلًا من الأعماق لمدرسة آمنت بالكلمة واعتنقتها ، وشكرًا لمديرة شرّعت الأبواب للنور، وشكرًا لأقلام التقينا بها كأننا نكتب مستقبلًا أجمل وقصيدة حبلى بالرّجاء .

فهكذا تنبت القصائد في تربة اللقاء ، وكذا تزهر الأوطان في حضن الثقافة ويسمو البشر في أحضان اللغة والكتاب .