الذي حمل معه دفاتره وكتبه وطموحاته، لم يُكتب له أن يكمل يومه الدراسي، فدخل المدرسة على قدميه وخرج منها بينما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة. 
محمد ذهب إلى المدرسة، كما يفعل كل يوم، لطلب العلم والمعرفة لكن القدر كان أقسى من أحلامه، ولم يتوقع ان يكون ضحية شجار وتنتهي حياته بالطعن. ترك وراءه ضحكته في الساحات والممرات، ودفاتره وكتبه التي حملت آماله الصغيرة، لتظل ذكراه شاهدة على حياة انطفأت قبل أن تبدأ.

البلاغ الأولي  
وكان الفتى البالغ من العمر 17 عامًا، قد لقي مصرعه ظهر اليوم (الإثنين) جراء تعرضه للطعن بالمدرسة في كفر قرع. ووفقًا لما أفادت به نجمة داوود الحمراء، فقد تلقّى مركز الطوارئ 101 في منطقة شارون بلاغًا في الساعة 12:39 حول إصابة الفتى بجراح نافذة. طاقم الإسعاف التابع لنجمة داوود الحمراء وصل إلى المكان وقدّم للفتى علاجًا طبيًا أوليًا، وعمليات إنعاش باءت بالفشل.

صدمة في المدرسة بعد حادثة الطعن المأساوية في كفر قرع 
وقال مسعفان وصلا إلى المكان حول المشهد المروع: "قادونا إلى الفتى الذي كان ملقى على الأرض فاقدًا للوعي، بدون نبض وبدون تنفّس، وبجسده جرح طعن. بدأنا على الفور بتقديم العلاج الطبي، الذي شمل إيقاف النزيف وإجراء عمليات إنعاش، ثم نُقل إلى المستشفى وهو في حالة حرجة وسط عمليات إنعاش".

الشرطة: اعتقال طالب مشتبه بالطعن
من جانبها، قالت الشرطة انها تلقت بلاغا عن شجار بمدرسة في كفر قرع تعرض خلاله قاصر للطعن وقد نقل للمستشفى وهو بحالة حرجة.
وقالت الشرطة في البيان "ان رجال الشرطة الذين هرعوا الى المكان تمكنوا من اعتقال المشتبه بالطعن وهو طالب مدرسة قاصر بحيث تم اقتياده لمحطة الشرطة، وبناء على التحقيق سيتقرر بشأن طلب تمديد اعتقاله".

وجاء في لاحق للشرطة: " تواصل الشرطة، التحقيق في ملابسات مقتل فتى طعنًا داخل مدرسة في كفرقرع، بعد أن أعلنت الطواقم الطبية وفاته متأثرًا بجراحه. وتمكّنت الشرطة في مديرية منشيه من القبش على المشتبه به وضبط السكين التي استُخدمت في الجريمة. وتشمل التحقيقات أيضًا كيفية إدخال السكين إلى حرم المدرسة وظروف اندلاع الشجار، فيما تولّت الوحدة المركزية في لواء الساحل مواصلة التحقيق في الحادث بعد تقييم الوضع من قبل نائب قائد لواء الساحل العميد معوز بن شابو " .

وزارة التعليم: "نتابع الحادثة الصادمة عن كثب"
من ناحيتها، قالت وزارة التعليم في بيان صادر عنها:" تُعرب وزارة التعليم عن صدمتها العميقة إزاء حادثة العنف الصعبة والخطيرة التي حدثت اليوم. طواقم الوزارة والهيئات المهنية، بما في ذلك ادارة لواء حيفا وقسم التفتيش، وقسم الخدمات النفسية التربوية يتابعون الحادثة عن كثب، ويقدّمون المرافقة المهنيّة، التوجيه والدعم للطلاب وللهيئة التّدريسيّة وكل ما يلزم بالتعاون مع السلطة المحلية".
وأضافت الوزارة في بيانها:" لا يزال الحادث قيد التحقيق من قِبل الشرطة، ولذلك لا يُمكن تقديم مزيد من التفاصيل في هذه المرحلة".

مقتل الشاب قاسم عاصلة في عرابة 
وتأتي هذه الجريمة بعد ساعات معدودة من جريمة قتل الشاب قاسم محمود عاصلة، البالغ من العمر 18 عامًا، الذي قُتِل أمام والده أثناء توجههما للعمل لكسب لقمة العيش، في مدينة عرابة.

المرحوم محمد مرازقة - صورة شخصية

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ