وَاضْمَأَتِ الرُّوحُ، لا مَاءٌ، وَلا زَهَرُ.
يَسِيرُ فِي لَيْلِهِ مَغْمُورَ مَسْأَلَةٍ،
تَبْكِي فِي النَّفْسِ أَحْلَامٌ، وَتَنْكَسِرُ.
يُفَتِّشُ العَقْلُ عَنْ سِرٍّ يُؤَرِّقُهُ،
مَا السَّعْدُ؟ مَا الشَّرُّ؟ مَا تَجْنِي بِهِ البَشَرُ؟
يَغُوصُ فِي الكُتْبِ، لَكِنْ لا يَرَى أَمَلًا،
وَيَسْتَقِي مِنْ هَوَى الدُّنْيَا فَيَنْحَدِرُ.
يُغْفِي عَلَى صَخَبِ الأَوْهَامِ مُنْخَدِرًا،
وَيَغْفُلُ القَلْبُ عَنْ فَجْرٍ سَيَنْفَطِرُ.
يَسْعَى لِزُخْرُفِ أَيَّامٍ مُلَوَّنَةٍ،
وَيَنْحَرُ العُمْرَ، لا يَدْرِي، وَلا يَذَرُ.
تَحْتَ المَتَاهَةِ أَصْوَاتٌ تُنَادِيهِ:
قُمْ، فَالْفَلَاحُ لِمَنْ قَامُوا، وَمَنْ صَبَرُوا.
لَكِنَّهُ أَغْلَقَ الأَسْمَاعَ مُنْصَرِفًا،
وَاسْتَحْلَى الغَيَّ، وَالأَوْهَامَ، وَالخَطَرُ.
قَدْ ضَيَّعَ القُرْآنَ، وَافْتَقَدَ السَّبِيلَ إِلَى
نُورٍ يُجَدِّدُ فِي الأَرْوَاحِ مَا ازْدَهَرُوا.
فَالعِزُّ فِي الخُضُوعِ لِلرَّحْمَنِ مُتَّقِيًا،
وَالفَخْرُ فِي سَجْدَةٍ تَسْمُو بِهَا البَشَرُ.
مَنْ حَادَ عَنْ رَبِّهِ ضَاعَتْ بَصِيرَتُهُ،
وَمَنْ أَطَاعَ الإِلَهَ اسْتَوْقَدَ القَدَرُ.
فَاحْفَظْ لِقَلْبِكَ نَبْضَ النُّورِ مُتَّزِنًا،
فَفِي التُّقَى السِّرُّ، وَالإِخْلَاصُ، وَالسَّفَرُ.
