
المرحوم جمال خوالد - صورة شخصية
كان يحمل القلم كمن يحمل رسالة،
كان يحمل القلم كمن يحمل رسالة،
ويزرع الحروف في عقول الصغار كما تُزرع الأشجار في أرضٍ عطشى.
أيُّ جرمٍ هذا الذي أطفأ نورًا كان يهدي؟
أيُّ قسوةٍ هذه التي امتدّت لتغتال من وهب عمره للعلم والخير؟
نم قرير العين يا مربي الأجيال،
فما قدّمت من علمٍ وبذلٍ لن يضيع،
تلاميذك شهادةٌ لك، وأثرك باقٍ ما بقيت الحياة.
سلامٌ على روحك الطاهرة،
وسلامٌ على درسك الأخير الذي علمنا فيه
أن الخير قد يُغتال، لكنه لا يموت.
كم قلت الحق ونبذث العنف والجريمة
بالصوت والصورة
ودعيت للمحبة والسلام والأمان
يا فقيدَ العِلمِ والنور،
يا من كنتَ تزرع في العقولِ ضياءً،
وفي القلوبِ خُلُقًا وحياءً،
رحلتَ مظلومًا، لكنَّ سيرتَك باقيةٌ لا تُمحى.
أيُّ يدٍ آثمةٍ امتدّت لتطفئ سراجَ المعرفة؟
أيُّ قلبٍ تجمّد حتى نسي أن المعلّمَ حياةٌ لأمّةٍ بأسرِها؟
كنتَ المعلمَ والأبَ والقدوة،
تعطي من عمرك دون حساب،
وتبتسم رغم تعبِ الأيام،
فكيف للظلام أن يغلبَ النور؟
نم قريرَ العين، فاللهُ لا ينسى،
وسيبقى صوتك بين جدرانِ الصفوف،
تتردّد حروفك على ألسنةِ تلاميذك،
شاهدًا بأنك زرعتَ الخيرَ ومضيتَ طاهرَ القلبِ والنوايا.
سلامٌ على روحك يا من علّمتَ الناسَ معنى الإنسانية،
وسلامٌ على كلّ دربٍ مشيتَه في سبيل العِلمِ والحقّ.
رحمك الله رحمةً واسعة، وجعل مثواك الجنة.
