قادمة تعتمد على الجيل الثامن من سيارات كورفيت.

منذ أن انتقلت شيفروليه كورفيت إلى سيارة رياضية بمحرّك وسطي في جيلها الثامن (C8)، والحلم يراود عشّاق كاديلاك بعودة الـ XLR كسيارة كوبيه رياضية فاخرة قادرة على منافسة بورش 911 و مرسيدس AMG GT ولكن بروح أمريكية خالصة. إلا أنّ ذلك الحلم تحوّل إلى سراب بعد تصريحات قاطعة من رئيس جنرال موتورز، مارك ريوس، الذي أكّد أن سيارة رياضية تحمل شعار كاديلاك على منصة كورفيت ”لن تتماشى مع استراتيجية العلامة“ وأنها ستكون ”سيارة ثانوية لكورفيت“ لا أكثر.

في أوائل الألفية، قدّمت كاديلاك XLR المبنية على كورفيت C5، لكنها لم تحقّق المبيعات أو التفرّد الكافي.

جيل كورفيت C8 أعاد إشعال النقاش؛ فالتصميم الوسطي يوفر قاعدة مثالية لـ سيارة كوبيه فاخرة بمحرك وسطي وقوة جبّارة تحمل شعار كاديلاك.

مواقع عديدة تناقلت شائعات عن ”كاديلاك C8“ بمحركات أقوى من كورفيت ZR1 2025 وسعر يتجاوز 150 ألف دولار أمريكي.

بحسب ما صرح به رئيس جنرال موتورز، تعتمد خطة كاديلاك المستقبلية على مشاركة المنصّات مع شيفروليه و جي إم سي، لكن بالشروط التالية:
* تصميم جريء.
* مقصورة حصرية.
* تقنيات مختلفة بشكل ملموس عن السيارات الشقيقة من العلامات الثانية.

تنجح هذه الخلطة في إسكاليد مثلاً، إذ بالرغم من تشاركها قاعدة العجلات مع شيفروليه تاهو و جمس يوكون، فإنّ تجربة الركاب أمام شاشة منحنية بطول 55 إنش ومقاعد خلفية منفصلة تجعلها سيارة مختلفة جذريًا.

ولكن مع كورفيت، يصبح هذا الشرط شبه مستحيل؛ فالمقصورة ثنائية المقاعد مضغوطة بطبيعتها، وأي تغيير جذري سيعني تعديل الهيكل المصنوع من الكربون والألمنيوم الغالي الثمن أصلاً، ما يرفع الكلفة إلى حدود غير منطقية حتى لسوق الفخامة.

رئيس جنرال موتورز كان قد أوضح في لقاء سابق أنّ كورفيت ”ستبقى دائمًا داخل عائلة شيفروليه“، لأنها تمثل فلسفة ”قيمة مقابل الأداء“ المتجذّرة في العلامة، وبالتالي لا مجال لمنحها لعلامة أخرى أو تحويلها إلى ”ماركة فرعية“. هذه القناعة تسحب البساط من تحت أي محاولة لإلباسها شعار كاديلاك.

بدل استثمار مئات الملايين في نسخة جديدة من كاديلاك XLR، توجّهت كاديلاك إلى مشروع أكثر ربحية وصخبًا إعلاميًا: سيارة السيدان الكهربائية فائقة الفخامة سيلستيك – Celestiq التي تُصنَّع يدويًا وسيتجاوز سعر النسخة الواحدة منها ثروة قدرها 300 ألف دولار أمريكي عند التسليم هذا الصيف إن شاء الله. بهذه الخطوة، تحجز كاديلاك مقعدها بجوار رولز رويس و بنتلي في فئة ”الطلب حسب المواصفات الخاصة للعميل“، مستفيدة من الهوامش الربحية العالية دون الحاجة لتعديل منصة رياضية جاهزة.

صحيح أنّ خبر إلغاء ”كورفيت كاديلاك“ أحبط عشّاق الأداء الأمريكي المترف، لكن القرار يبدو منطقياً إذا نظرنا إلى: 
* تضارب الهوية، كورفيت لها رمز شعبي قوي، بينما تريد كاديلاك بناء هالة حصرية قائمة على الابتكار الكهربائي وليس اشتقاق الأداء من شيفروليه.

* الربحية، هوامش الربح في سيارات الكوبيه محدودة مقارنة بسيارات الـ SUV أو السيدان الفاخرة.

* تحديات تسويقية، إقناع عميل مستعد لإنفاق 200 ألف دولار أمريكي على كاديلاك رياضية، رغم وجود كورفيت ZR1 أرخص وأسرع، مهمة شبه مستحيلة.

الخلاصة

أغلقت جنرال موتورز الباب رسميًا على فكرة سيارة كاديلاك رياضية جديدة مبنية على كورفيت لأنها، ببساطة، لن تكون كاديلاك بما يكفي ولا كورفيت بما يكفي. بينما يستعد عملاق ديترويت لإطلاق كاديلاك سيلستيك يدوية الصنع، يبقى عشاق الأداء الفاخر أمام خيارين: انتظار تحف كهربائية مستقبلية من كاديلاك، أو الاكتفاء بالاستمتاع بوحش شيفروليه كورفيت كما هو. في كلتا الحالتين، يبدو أنّ الحلم الوردي لـ كاديلاك XLR جديدة عصرية عاد إلى درج الذكريات—على الأقل في المستقبل المنظور.

Photo by John Parra/Getty Images for Cadillac F1

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ