بلدان
فئات

23.12.2025

°
22:47
سيارة بلوحة مزوّرة تقتحم حاجز التفتيش بمدخل مطار بن غوريون وفرار السائق
22:28
عوض الخوري من الرملة يتحدث عن مجال التطوع
22:22
د. حسام عازم والمحلل السياسي رضا جابر يتحدثان عن آخر المستجدات
21:59
الطالبة نهى فحل من اللد تتألق في الفعاليات والكنائس والكونسيرتات الميلادية
21:56
نقابة المحامين في الطيبة تستقبل القاضي عيدان سنير
21:51
أصحاب محال لبيع الزينة يتحدثون عن الاقبال على شراء زينة العيد هذا العام
21:32
اطلاق سراح المشتبهين الثلاثة بالاعتداء على الأم الحامل في يافا إلى الحبس المنزلي
20:30
تقارير: لبنان يشتبه بأن الموساد اختطف مسؤولا عسكريا سابقا مرتبطا بقضية اختفاء رون آراد
20:02
ندوة ثقافية تتناول تجربة توثيق تاريخ وذاكرة جسر الزرقاء
19:46
سباق مع الزمن.. جراحة ناجحة لنيمار تشعل آمال البرازيليين في مونديال 2026
19:45
منصور عباس: يوم الحساب لهذه الحكومة الفاشية والعنصرية اقترب
19:45
صرخة قلب محطم.. الأب الذي قُتل ابنه وحفيده بإطلاق نار في الناصرة: عنّا الناس الي بمصّوا دم الناس
17:31
اقامة تمرين طوارئ في مستشفى زيف صفد لتعزيز الجهوزية
12:55
حادث نادر يذهل الأطباء: استخراج 34 مسمارًا من معدة مريضة
11:54
في ظل تفشي الإنفلونزا: وزارة الصحة تستورد 485 ألف جرعة تطعيم
11:41
وزير الأمن كاتس: لن ننسحب من كل قطاع غزة مطلقا وسنقيم في شماله مواقع لاعداد الجنود
11:18
تكلفة الحج للموسم القادم: الأسعار والتفاصيل الكاملة
10:51
‘صدام بين السلطات‘.. المحكمة العليا تنظر في نفس الوقت بالتماسات ضد ثمانية قوانين وقرارات حكومية
10:38
‘الملك‘ محمد صلاح يضرب في الوقت القاتل ويشعل بداية مصر في كأس أمم أفريقيا
10:17
الحاج ابراهيم علي حامد من الناصرة في ذمة الله
أسعار العملات
دينار اردني 4.5
جنيه مصري 0.07
ج. استرليني 4.31
فرنك سويسري 4.05
كيتر سويدي 0.35
يورو 3.77
ليرة تركية 0.11
ريال سعودي 0.98
كيتر نرويجي 0.32
كيتر دنماركي 0.5
دولار كندي 2.33
10 ليرات لبنانية 0
100 ين ياباني 2.05
دولار امريكي 3.19
درهم اماراتي / شيكل 1
ملاحظة: سعر العملة بالشيقل -
اخر تحديث 2025-12-24
اسعار العملات - البنك التجاري الفلسطيني
دولار أمريكي / شيكل 3.28
دينار أردني / شيكل 4.69
دولار أمريكي / دينار أردني 0.71
يورو / شيكل 3.85
دولار أمريكي / يورو 1.1
جنيه إسترليني / دولار أمريكي 1.31
فرنك سويسري / شيكل 4.14
دولار أمريكي / فرنك سويسري 0.8
اخر تحديث 2025-12-22
زوايا الموقع
أبراج
أخبار محلية
بانيت توعية
اقتصاد
سيارات
تكنولوجيا
قناة هلا
فن
كوكتيل
شوبينج
وفيات
مفقودات
كوكتيل
مقالات
حالة الطقس

مجزرة الغابة | قصة بقلم : ناجي ظاهر

02-04-2025 17:52:11 اخر تحديث: 04-04-2025 13:36:00

يجد المسافر المقترب من مدينة الناصرة من الناحية الشرقية الجنوبية، نفسه رويدا رويدا، داخل غابة، يهيأ له انها غير متناهية، ويزيد في شعوره هذا تلك الاشجار المتشابكة في العديد من المواقع فيها، وتلك الاشجار المعمرة المرتفعة كأنما

ناجي ظاهر - صورة شخصية

 هي خلقت لمناطحة السحاب.

واذا قُيّض لهذا المسافر، وقد قيض لي، ان يمر من هذه الغابة عند هبوط الظلام، وئيدا وئيدا، فسوف يفاجأ بعالم كامل من الوحوش المتصارعة المتناحرة والى جانبها في اماكن بعيدة وتحت اشجار ومغائر اخرى، كائنات اخرى آثرت طريق السلامة، والعيش بأمن وامان، فانشغلت بهمومها المُلحة وراحت تسعى في مناكب الحياة من اجل الحصول على اللقمة الهنيئة المرئية.. وهداة البال المبدعة.

خلال مكوثي في احدى مغائر تلك الغابة، قُيض لي ان اعيش تجربة غابيّة، كأنما هي تجربة حياتية، وقد كان ذلك عندما ابتدأت اراقب بتلك الكائنات الوحشية المسالمة طالبة الامن والسلام، الطامعة في حياة ملاي بما تريد وتحب من هواء وماء، وكان اكثر ما يلفت اهتمامي في هذه الكائنات، انها كانت تبذل الجهد تلو الجهد.. من اجل معيشتها ومعيشة صغارها، حتى انه خيل لي في لحظة تأمل، اعتدت عليها في تلك الغابة، انها تعيش اعمق اعماق الحياة، غير طامعة الا في الكينونة .. واستمراريتها.

حدث في احدى العتمات.. ان سطع ضوء في تلك الغابة، فأشرقت وجوه هذه الكائنات الوحشية التي اثرت السلامة، معتقدة، على ما بدا، ان الله عطف عليها وارسل اليها ما رجته وما تمنته خلال سنوات وسنوات من الانتظار، وكان ذلك عندما انبتت الارض منّا وعسلا، فتوافدت كائنات الغابة السعيدة تحمل صغارها وتُقبل على ذلك الغذاء المشتهى المنتظر، غير انها ما ان انزلت صغارها ومدت ايديها وافواهها، الى ما انبتته الارض، حتى حدث ما لم يكن في الحسبان. فجأة انشقت الارض واخرجت وحوشا لم ار خلال فترة مكوثي في تلك الغابة مثلها.. رغم طول مدة وجودي فيها. 

هجمت تلك الوحوش الشرسة على المن والسلوى، هجمة المُدّرب العارف المدرك، ورغم انني لم ارَ تلك الوحوش هناك.. في تلك الغابة سابقا، فقد شعرت انني رأيتها في كل مكان من اماكن الغابة، دون ان اتمكن من تحديد مكانها او اماكنها، وقد خُيّل لي انني رأيتها في كل مكان وكأنما انا لم ارها. زاد في اعتقادي هذا انها ما ان اوشكت ان تصطدم وتلتحم في معركة مصيرية طاحنة.. مع تلك الكائنات الصديقة، حتى آثرت هذه الانسحاب جانبًا بانتظار ان تسنح لها الظروف في اخذ نصيبها من الغنيمة.. او الغنائم. 

عندما تقدّم الليلُ وسادتِ العتمةُ اكثرَ فاكثر، قامت الكائنات الوحشية الاولى بالتجمع كما لم تفعل من قبل، وقد اعتقدت انها تنوي ان تشن حربا شعواء على تلك الطالعة بكل شراستها من تحت الارض، بعد ان شمّت على ما بدا رائحة المن والسلوى، غير ان ما حدث فيما بعد.. ان بعضا منها قام بالاقتراب من الغنائم الارضية، محاولا اخذ نصيبه.. مما انبتته الارض واحتضنته الاشجار، مستغلا نوم تلك الوحوش المستشرسة، الا ان ما حدث هو ان وحشا من ذلك المعسكر الشرس، اطلق عواء دمويا، ما جعل الغابة تشب واقفة على قدميها، وقد رأيت فيما بعد، منظرا لا انساه ولا يمكنني ان انساه، فقد هجمت تلك الوحوش على ذلك الكائن المسكين، هجمة واحدة، مستفردة به، وقامت بغرس انيابها في جلده الغض الطري، فانتفر منها الدم وكأنما هو نافورة وحتى ناعورة دموي، واعترف انني استغربت لكل ما حدث خلال ذلك الانفجار الدموي الاحمر، فقد رأيت ما كذّبه الخيال وصدقه الواقع، رأيت مَن يُمزّق جثة ذلك المسكين في انتظار عدد آخر من الوحوش المستشرسة ليشرب دماءه، وكأنما هو يود ان يبعث رسالة الى ابناء قبيلة الفقيد، مفادها اياك والاقتراب من هذه المنطقة المحرّمة.. والا فان نصيبك لن يكون افضل من نصيب زميلك مقتحم المكان ومصطنع البطولة.. وقد بالغت هذه الوحوش في توصيل رسالتها الى ابناء الطرف الاخر، فقامت بحمل الهيكل العظمي للمجترئ المسكين، وقذفت به بمنجانيق خاص.. ليستقر فيما بينهم.. وتحت اشجارهم. 

اقترب ابناء جلدة ذلك الكائن المسكين صانعين حلقة حوله، وفوجئت بأنثى وحش تقترب من هيكل الكائن الوحشي الملقاة بين المجموعة، تُقلّبها وتحاول التعرف اليها، وما ان قلبتها وتشممت رائحتها، حتى اطلقت صرخة باكية.. ملات الغابة ففرت الطيور من على اشجارها شاقة الظلام وسديمه.. ربما لاعتقادها ان الغابة زلزلت زلزالها. 

وفي حين تحوّل ذلك المكان الى ساحة للبكاء والندب، واللطم على الصدور والوجوه، وتقطيع الشعر، رأيت كائنا وحشيا كبيرا، فهمت انه حكيم المجموعة وقائدها، اطلق هذا الكبير صرخة مدوّية، تبعها تفرق وتجمع وركض في كل الاتجاهات. قاس ذلك الكبير مساحة بدا انها تتساوى مع طول الضحية المسكين، واخذت الكائنات النائحة في الحفر، وتحضير اغصان الشجر لمواراة ذلك الوحش المجترئ الشجاع.. لأخذ نصيبه من المن والسلوى. هكذا رأيت قبيلة الكائنات الوحشية تودع عزيزها الراحل.

في الجانب الآخر، حيث انبتت الارض منها وسلواها، رأيتُ امرًا آخر، فقد اجتمعت الوحش المستشرسة، ذات الانياب الدامية، واخذ سُمناؤها ومتكرشوها في التشاور، فيما بينهم، ولفت نظري، ان أولئك، بقدر ما انتابهم الحزن والهلع، انتاب هؤلاء الشر القاتل، فراحوا يرقصون ويزعقون في حالة من النشوة. بعد ان شبعوا رقصا وزعيقا رأيتهم، يتنظمون في صفوف متراصة، وينطلقون الى الطرف الثاني من الغابة، كانوا يركضون ويركضون وكأنما هم يريدون ان يُصفّوا حسابهم الأخير مع من ازمعوا الصلاة على فقيدهم العزيز، وكان ان توقف هؤلاء لحظة وهم يرسلون النظرات النارية من جمار عيونهم، فيما تقطر انيابهم دما، بعدها هجموا على المصلين، في محاولة واضحة لمحوا كل اثر لهم، غير ان بعضا من هؤلاء تمكنوا من الفرار.. اما من تبقى منهم فقد قام المهاجمون بتمزيقهم شر ممزقة.. واقاموا في المكان ذاته متربصين بمن يتجرأ ويقترب مما انبتته ارض الغابة من.. مَنٍ وسلوى. 

ملاحظة: القصة متخيلة بكل تفاصيلها وبود صاحبها الاشارة الى ان اي تشابه بين احداثها واحداث اخرى سبق ووقعت على ارض الغابة.. ما هو الا توارد خواطر.. وتشابه غير مقصود.

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ

إعلانات

إعلانات

اقرأ هذه الاخبار قد تهمك