بلدان
فئات

27.12.2025

°
06:54
ترامب: زيلينسكي ليس لديه أي شيء حتى أوافق عليه
06:41
من دكة البدلاء إلى ماكينة أهداف.. إيكيتيكي يكتب شهادة ميلاده الجديدة في ليفربول تحت قيادة سلوت
06:40
حالة الطقس: أمطار متفرقة مصحوبة بعواصف رعدية أحيانا
06:39
القادة الشباب في أم الفحم يحيون اليوم العالمي للغة العربية بفعالية تربوية تعزّز الهوية والانتماء
23:29
زيلينسكي يعقد محادثات حاسمة مع ترامب يوم الأحد
23:17
المجلس الإسلامي للإفتاء يُعمّمُ اتفاقية ماليّة مقترحة للخاطبين
22:35
بمشاركة واسعة من القرى المعروفية: دورة لمرشدي الشبيبة الدرزية في جولس
22:24
دبي: أكاديمية الإعلام الجديد تختتم برنامج رواد المحتوى الاقتصادي
22:15
إصدار كتاب ‘أنا قوي، أنا واثق، أنا جريء‘ للدكتورة ميساء الصح من عرابة
21:41
المركز الطبي زيف يختتم تمريناً ضخماً لمحاكاة زلزال وتدفق أعداد كبيرة من المصابين
21:33
اتهام شاب بالاعتداء بعنف على سائق حافلة في القدس
21:22
ضبط قنابل وصناديق ذخيرة ومواد مخدّرة داخل مركبة في أم الفحم واعتقال مشتبه
21:14
جامعة العلوم التطبيقية في الأردن تحتفل بعام من التميز
21:14
هبوعيل دالية الكرمل يستغل تعثر منافسيه ويوسع الفارق في القمة
20:43
وزارة الصحة في غزة: 3 شهداء و16 مصابا في آخر 48 ساعة
20:31
تابعوا : حلقة جديدة من برنامج ‘ مجلة الجمعة ‘
20:23
جمعية حقوق المواطن: العليا الإسرائيلية تطالب الجيش بتبرير منع طلاب فلسطينيين من الوصول إلى مدرسة في الخليل
20:22
جبهة النقب: ‘تصريحات بن غفير ليست زلّة لسان ولا مفاجأة بل امتداد طبيعي لنهج فاشي معروف‘
20:18
أمم افريقيا: صلاح يكسر عقدة 1998 ويعتلي عرش الهدافين في ليلة عبور مصر لدور الـ16
19:44
مؤسسة سميح القاسم تنعى الفنان الكبير محمد بكري
أسعار العملات
دينار اردني 4.49
جنيه مصري 0.07
ج. استرليني 4.3
فرنك سويسري 4.05
كيتر سويدي 0.35
يورو 3.76
ليرة تركية 0.11
ريال سعودي 0.98
كيتر نرويجي 0.32
كيتر دنماركي 0.5
دولار كندي 2.33
10 ليرات لبنانية 0
100 ين ياباني 2.04
دولار امريكي 3.19
درهم اماراتي / شيكل 1
ملاحظة: سعر العملة بالشيقل -
اخر تحديث 2025-12-27
اسعار العملات - البنك التجاري الفلسطيني
دولار أمريكي / شيكل 3.28
دينار أردني / شيكل 4.69
دولار أمريكي / دينار أردني 0.71
يورو / شيكل 3.85
دولار أمريكي / يورو 1.1
جنيه إسترليني / دولار أمريكي 1.31
فرنك سويسري / شيكل 4.14
دولار أمريكي / فرنك سويسري 0.8
اخر تحديث 2025-12-22
زوايا الموقع
أبراج
أخبار محلية
بانيت توعية
اقتصاد
سيارات
تكنولوجيا
قناة هلا
فن
كوكتيل
شوبينج
وفيات
مفقودات
كوكتيل
مقالات
حالة الطقس

‘ عُشُّ السّنونو ‘ - بقلم : زهير دعيم

13-02-2024 09:45:52 اخر تحديث: 14-02-2024 07:59:00

المساء هو المساء! فبالأمس فقط أحببتُ هذا الشارع المضيء في قلب المدينة، وأحببت النأمة الصادرة عن كلّ عابر تحت شُرفة بيتي...


زهير دعيم - صورة شخصية

وعشقتُ تلك الظلال البعيدة المُمتدة من شجرة صفصاف عتيقة. لستُ انكر أن هذا العشق جاء مُتأخرًا ، فالقرية تُعشّش في كياني ووجودي، ..أبدًا أحببتها وذُبتُ جوىً بزيتونها وبيدرها وطابونها وإنسانها، ولكن الأيام مرهم للجرح تداوي وتكاد تُنسيكَ ملعب الصِّبا وعروسًا بريئة تحمل اضمامةً من حبق وتركض خلف النورج. الأنوار هي الانوار، والشّارع هو الشارع نفسه والشُّرفة ذاتها، فما بالي أرى الشارع باهتًا هذه المرّة والمارّين غُرباء والظلّ شبحًا. أطفالي في الغرفة الاخرى يسرحون ويمرحون، أكاد اسمع فُتات كلماتهم... سأقفزُ غدًا على ظهر جدّي... لا سأقفزُ أنا وسيحملني معه الى الوادي، فتنبري أمل قائلة: "أنسيتم أنني حفيدته الوحيدة وعلى اسم زوجته، سأكون أنا التي ترافقه في شوارع القرية والفرحة تغمره!!... واتنهّد أنا... أين حِصتي يا أولاد؟ ماذا تركتم لي من أبي؟!.

ويظهر أني قلتها بصوت مسموع رنَّ في اذن زوجتي وهي قادمة تحمل فنجانًا من القهوة. - هو لكَ يا رئيف مثلما هو لنا... انه بركتنا - إيه... صدقتِ انه بركة كباقي العتاق المنغرسين في الارض، نعم يا هُدى صدّقيني إنني أعتزُّ بذاك الجيل الذي لا يعرف غير الحجر والزّهر والشّحرور والشّهامة. - والمدينة أين ذهبَتْ؟ - سراب .. طِلاء .. كاعب حسناء - سامحكَ الله، انّكَ تتجنّى يا رجل. - عُذرًا فربما ما زلْتُ فلاحًا كما كنت من قبل، كنتُ اتضايق يومها من هذه الكلمة (فلاح)، كنْتُ أمقتها لو تعلمين، وأتظاهر بالأصالة في التمدّن، وأتكلّف ما لستُ اتقن!! وضحكت زوجتي، امّا أنا فارتشفتُ قهوتي ورحتُ أغوص في ذاتي اسابق الوقت وأتخيّل والدي بسرواله الاسود يُدلّل وُريقات الدالية، ويُحنّي يديه بتراب الكرم، انّه الأصيل حسب شريعة والدي... واستفقت على صوت زوجتي، أين ذهبت؟ عُدْ لنا . وكانت البسمة ما زالت مُعلّقة على شفتيها، ما الذي يُضحكها ابنة بائع الفلافل، أما زالت تتذكّرني وأنا احاول جاهدًا أن أستعمل السّكّين في أثناء وجبة الغَداء فخانتني يداي!!..تصببت عرقًا وخجلاً وقتها، ولعنت القرية والفلاّح ومن فيها، والآن اندم على تلك اللعنة، وعُدْتُ كما كُنتُ "افصفص" الدّجاج بيديّ وما عاد يهمّني أن الفت النظر، بل انني اعتزّ بخشونتي! وليقُل ساكن الشارع المضيء في قلب المدينة ما يقول!!. أعرف تمامًا أنّ عهد الطابون في قريتنا قد انطوى منذ زمن بعيد، وانطوت معه أشياء كثيرة، ولكن الذي لا ينقضي هي شريحة البشر هناك، فهُم من طينة لا تعرف الخداع والتكلُّف، بل تطرب للسنونو مثلما تطرب للميجانا، وتسكر من ماءٍ زُلال سحَّ من ميزاب السطح، وتثمل من كأس عرق آنس قصاع التبولة!! سقى الله تلك الأيام، جملة ما انفكّ يُردّدها والدي على مسمعي، في كلّ مرةٍ أزوره. ثمّ يتنهّد مُتذمّرًا من هذا الجيل، الذي نفَضَ يديه من كُلّ شيء مُقدّس، وترك الثعالب تعيث فسادًا في الكروم. انه يتألم والسنوات تزيد من ألمه، والحوادث تقضّ مضجعه. "لا أرى في الافق وميضًا يا بنيّ " يقولها ودمعة حيرى تترقرق في عينيه، ويحاول أن يخفيها.. ثم يتابع " رعود أيامنا وثلجها غير هذه الرعود والثلوج يا رئيف ، كانت بركة. وأنْفَلِتُ من الذكريات وأعود لفنجاني وشُرفتي والشارع المُضيء الباهت. ******

 لم نكد نصل زيتون القرية حتّى هلّل الأطفال تهليلا ، ورُحت أنا بدوري اتذكّر لهم أسماء المواقع ، فهذه "الخلّة "وتلك "الخِربة" وذاك تلّ الشهيدة، فهناك قبل ستين سنة أطلق الجنود النار على امرأة حامل من الحارة البعيدة ، كانت عائدة من الحصاد حسب رواية أبي . وصلنا القرية. وانعطفنا الى الشارع الجانبي الموصل الى بيتنا العتيق والكرم، فلم نقع لأحد على أثر. وراح الأطفال يبحثون عنه فوجدوه غافيا تحت الخروبة الأزلية، فأيقظوه فقام ضاحكا على غير عادته ، فقد كان يُجن حين يوقظه احد من نومه.. يريد ان يشبع نومًا كان يقول!! ضحك والدي، ونادرًا ما رأيته يفعل ذلك كما يفعل الآن ، ماذا حدث لهذا الفلاح الغليظ!! وعانقنا واحدًا واحدًا وقبل حفيدته أمل قائلًا : " ارى فيك يا أمل، أمل الكبيرة الراحلة الى السماء ، ارى فيك تلك التي احتملتني واحتملت العذاب والشقاء ، وماتت وهي تُصلّي لنا جميعًا .. ومرَّ سرب من الطيور المهاجرة فوقنا، فانشرح صدر والدي وقال انظروا هذه الطيور الجميلة العائدة الى أوطانها ، ألا ترون معي انها جميلة يشدّها الشوق.. ثم امسك بيدي وقادني الى داخل البيت العتيق... انظر يا رئيف، منذ ان رأت عيناي النور والسنونو تعشّش على جسر هذا البيت، وتُربّي صغارها جيلا بعد جيل، ولطالما أطربتنا الى ان جاء موسم بُعيد وفاة المرحومة امك بأيام، فلم نجدها ، هجرت العشّ وأضحى الجسر أطلالاً... ومرّت السنوات والسنونو بعيدة، بعيدة.. الى أن جاء نيسان الماضي فاستيقظت على زقزقة أعهدها... نعم بنته من جديد يا ولدي، بنته من جديد وزرعت معه في قلبي أملاً جديدًا.. وسحّت دمعتان غمرتا ابتسامته المنحوتة على ثغر التاريخ.. امّا أنا فعُدْت مع السنونو !


panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ

إعلانات

إعلانات

اقرأ هذه الاخبار قد تهمك