الخسارة والندم لمن تسول له نفسه الدعوة لمقاطعة الحج والعمرة
الإخوة الأحباب، بعيدا عن التجريح والعشوائية، سأضع أمام عيونكم البراهين والاثباتات من كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم : " لماذا يجب أن نحارب الدعوة إلى مقاطعة الحج والعمرة:

الكعبة المشرفة - الصورة للتوضيح فقط - تصوير: Andrew V Marcus - shutterstock
1. الحج ركن أساسي عظيم من أركان الإسلام ، فلا يثبُتُ ولا يدوم بنيانُ الاسلام بدُونِه. لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ" .
2. الحاج يلبي ويستجيب لدعوة الله تعالى ، الذي جعل الحج فرض عين على كل مسلم عاقل بالغ قادر ، لقوله تعالى في القرآن الكريم : "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ".
3. حينما يقول الحاج ملبِّيا : "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريكَ لك لبيك..."، فهو بذلك يُقرّ بإعلانه بوحدانية الله تبارك وتعالى، ويُعلنها بأعلى صوته، حتى يبحّ، ليعبر :" يا ربّ، وإن جئنا مُعظِّمين لبيت الله الحرام ، ولهذه المشاعر والمناسك، فإنما كان ذلك صادرًا عن أمرك، وعن عبوديتنا لك، وعن إذعاننا وانقيادنا، مُستجيبين لدعوتك مُنقادين طائعين.
4. عندما يرتفع صوت الحجيج بـ "لبيك لا شريك لك..." أليس هذا من أوله إلى آخره توحيدٌ وإخلاصٌ لله تعالى، والتوجّه بالعبادة والطاعة لله وحده لا شريك له ؟.
5. وحينما يقول الملبي بالحج والعمرة : "لبيك" فإنَّ ذلك يتضمن المحبَّة لله تعالى، فإنَّ المجيبَ لا يقول "لبيك" إلا لمن يُحبّ... وأمَّا إذا كان لا يُحبّه فإنَّه قد يُعبر بعباراتٍ أخرى تُنبئ عن حاله وشعوره نحوه، وما يدور بقلبه خلده ونفسه، كمن يدعو إلى مقاطعة الحج والعمرة .
6. نشيد الحجيج بالكلمات القليلة المعبرة : "لبيك لا شريك لك" ، يعلن صراحة أن الحاج لم يلب دعوة دولة ولا حاكم ولا زعيم ولا عائلة ولا جمعية ولا مؤسسة ولا غيرها، إنما يلبي فقط استجابة لدعوة الله تعالى.
7. لماذا تريدون أن تحرموا الحجيج المؤمنين من أعظم النعم في حياتهم ، حيث سمعناهم مرارا وتكرارا يقولون في أواخر أيام الحجِّ لما وجدوا من لذَّة ومتعة عبودية الحج : " هذه أجمل الأيام في حياتي. وأروع رحلة في حياتي"، وودُّوا وتمنوا أنَّ لا تنقضي هذه الأيام ولا تنقطع، لأنَّهم وجدوا سكينة وراحة قلوبَهم ونفوسهم بالحج.
8. عندما يموت حبيب لك: ( والد ،أم ، أبن ، أخ...) فأول ما تفكر ويخطر ببالك وتسأل من يحج ويعتمر بدلا عنه، وتدفع الأموال الباهظة ليحجوا عنه.
9. هل سألت نفسك: اذا مات المسلمون ولم يؤدوا فريضة الحج والعمرة ، لأنهم استمعوا واستجابوا لدعوتك وقاطعوا الحج والعمرة، أطلب منك ان تتخيل حالك وأنت تقف بين يدي الله تعالى، ليحاسبك ويعاقبك لأنك دعوت الحجيج لمقاطعة فريضة من فرائض الله تعالى، فماتوا مقاطين للحج والعمرة، فالاثم عظيم والعقاب ربما... نار جهنم !.
10. الحاج يأخذ حقوقه مقابل الأموال التي دفعها لتلقي الخدمات بالحج، وليس من مهمته ومسؤولياته كيف تصرف أو تبذر أو تهدر الأموال التي جمعت بالحج !. فالله تعالى سيتولى محاسبتهم ومعاقبتهم على أفعالهم، ولست أنت المسؤول عن محاسبتهم !
11. هل تسأل التاجر أيّ كانت ديانته كيف سيتصرف بالأموال التي ربحها منك عندما دفعت له أموالك مقابل البضاعة التي اشتريتها منه ! ، فربما استعملها لشراء السلاح لقتل الأبرياء، أو ربما اشترى بها مخدرات وخمور واستغلها للزنا والربا !.
في النهاية أتوجه إلى كل مسلم أن يتوب ويستغفر الله تعالى، اذا وجه دعوة الناس أن يقاطعوا الحج لأي سبب سواء: اقتصاديا أو سياسيا أو اجتماعيا أو لمكافحة ومحاربة الدول وحكامها والمؤسسات والجمعيات!.
من هنا وهناك
-
القيادة الحقيقية.. ثقة ووضوح ودالة متجانسة صاعدة، لا تعرف اللون الرمادي ولا العيش في ‘الظل‘
-
‘العنف… حين يختنق المجتمع بصمته ومسؤوليتنا أن نعيد للناس حقهم في الأمان‘ - بقلم: رانية مرجية
-
عمر عقول من الناصرة يكتب: الى اين انتم ماضون بنا؟
-
مقال: ميزانية اسرائيل 2026.. اسرائيل تنتقل من الليبرالية العلمانية الى الدكتاتورية التلمودية! - بقلم: د. سهيل دياب
-
مقال: عملية ‘الأحجار الخمسة‘: دلالات العدوان على طوباس كمقدمة لإعادة تشكيل الضفة الغربية - بقلم : د. عمر رحال
-
‘ بين الواقعية السياسية ووحدة الموقف: اختبار الإرادة الفلسطينية ‘ - بقلم: محمد علوش
-
‘التهجير الصامت : الاحتلال يبتكر أساليب جديدة لتهجير الغزيين‘ - بقلم: د. حسين الديك
-
مقال: بين السلاح وإعادة الإعمار: الغزيون يطالبون بالحياة أولاً - بقلم: الصحافية لارا احمد
-
‘الاستشراق الرقمي: كيف تصنع وسائل الإعلام الغربية شرقاً جديداً ؟‘ بقلم: الدكتور حسن العاصي
-
‘ تشريعات المرور بينَ الحَلْبِ والكسب وغياب العدالة ‘ - بقلم : المحامي عماد زايد





التعقيبات